بعد معاناة مع المرض منذ بضعة شهور وخضوع لفحوصات وعلاجات طبية عدة بالمستشفى المتعدد التخصصات بالرباط ، انتقل السينمائي المغربي محمد حميد بايزو إلى عفو الله ، في الرابعة من زوال يوم الخميس تاسع ماي 2012 بمنزله بسلا ، وهو على مشارف التقاعد الإداري كموظف بمؤسسة المركز السينمائي المغربي.
والصديق بايزو معروف بطيبته الأخاذة وإنسانيته العالية، وهما خصلتان رفيعتان تشربهما من المناخ الروحي لمولاي إدريس زرهون، مسقط رأسه، وظلتا لصيقتين به بعد حلوله بالرباط موظفا واستقراره بمدينة سلا رفقة عائلته .
لقد كان ، رحمه الله ، نموذجا للموظف المنضبط والمسؤول الذي لا يبخل على السينمائيين وعشاق السينما بنصائحه وخدماته المتنوعة، سواء كمتخصص في تصحيح الألوان داخل مختبر المركز السينمائي المغربي، أو كمولع بالتصوير الفوتوغرافي منذ عقود، الشيء الذي مكنه من توثيق ذاكرتنا السينمائية فوتوغرافيا على امتداد سنوات عدة، من خلال تواجده في العديد من بلاتوهات تصوير الأفلام المغربية والأجنبية، والكثير من التظاهرات السينمائية المنظمة في مختلف مناطق المغرب، و غير ذلك .
ولعل هذا البعد الفوتوغرافي في تجربته السينمائية المهنية هو الذي جعل العديد من التظاهرات والمجلات السينمائية، كمجلتي 'سينـ .ما' للجمعية المغربية لنقاد السينما و "سينماغ" في شكلها الجديد، تطلب خدماته ودعمه الفني والمعنوي لها. زد على ذلك تأطيره في مجال تخصصه للعديد من الورشات التكوينية لفائدة هواة السينما أو طلبة المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش وغيرها .
رحم الله حميد بايزو وألهم ذويه وأصدقائه الكثيرون الصبر والسلوان ، وانا لله وانا اليه راجعون .